القصص القرآني

ملخص الجزء الأول من سورة البقرة

ما هو ملخص الجزء الأول من سورة البقرة؟ وما الدروس المستفادة من هذه السورة الكريمة؟ إذ إن سورة البقرة من أطول سور القرآن الكريم، وتتمتع بالكثير من الفضائل العظيمة، وجميع المسلمين يحرصون على قراءتها والتدبر بكلماتها ومعانيها الجليلة القوية؛ لذلك سوف سنتناول الحديث حول الجزء الأول منها بالتفصيل عبر موقع مرحبا عبر المقال التالي حيث فهم وتدبر جميع آياتها في هذا الجزء.

ملخص الجزء الأول من سورة البقرة

إن سورة البقرة هي أول السور التي نزلت في المدينة المنورة بعد هجرة رسول الله – صلى الله عليه وسلم –، ويتألف الجزء الأول منها على 8 أرباع، ويتنوع كل ربع عن الآخر؛ لذلك يرغب المسلمون في معرفة مُخلص هذا الجزء بالتحديد، فنوضحه لكم عبر السطور الآتية بالتفصيل:

1- الربع الأول من الجزء الأول لسورة البقرة

في الربع الأول يذكر المولى – عز وجل – أنواع الناس الموجودين على وجه الكرة الأرضية، والذين سيُكلف أحدهم بأن يكون خليفة الله في الأرض، حيث جاء المتقون في الآية الأولى حتى الآية الـ 5، إنما التحدث حول الكفار جاء في الآيتين الـ 6 والـ 7.

بالإضافة إلى التحدث عن المنافقين من الآية الـ 8 إلى الآية رقم 20، والسبب وراء ذكر صفات المنافقين هو خطرهم الشديد وضررهم العظيم والبالغ بشدة، حيث إنهم أشد من الكفار هكذا وصفهم الله تعالى في هذه الآيات.

اقرأ أيضًا: ملخص الجزء الثاني من سورة البقرة

2- الربع الثاني من الجزء الأول من سورة البقرة

ضمن التحدث حول ملخص الجزء الأول من سورة البقرة، فنتناول الحديث حول الربع الثاني، والذي اختص باستخلاف سيدنا آدم في الأرض، وكانت بمثابة تجربة تمهيدية، حيث إن الله – سبحانه وتعالى – خلق سيدنا آدم من أجل أن يكون مسؤولًا في الأرض، ويقوم بإرشاد الأمة للإسلام وعبادة الله وحده دون الإشراك به.

3- الربع الثالث حتى الربع السابع من الجزء الأول من سورة البقرة

بدايةً من الربع الثالث وصولًا إلى الربع السابع تتحدث هذه الآيات حول قوم باءوا بالفشل في استخلاف الله تعالى لهم في الأرض، وهي قصة “بني إسرائيل” فهم الذين استخلفوا في الأرض فقاموا بالإفساد فيها، ويتم تعداد النعم التي أنعم بها المولى – عز وجل – على بني إسرائيل، وهذا في الآيات من 49 إلى 52.

أشار الله – سبحانه وتعالى – في الآيات من 55 إلى الآية 61 إلى الأخطاء التي وقع فيها بني إسرائيل وارتكبوها في حق أنفسهم وفي حق رب العالمين، وأنهم لم يرضوا بتنفيذ شرع الله، بجانب كثرة جدالهم المستمر والشديد فيما بينهم، وعدم طاعة رسل الله الذين يُرسلهم لهم، وعدم إيمانهم بالغيب.

كما أن مُخلص قصة البقرة هي أن هناك رجل من بني إسرائيل قُتل ولم يعرف أحد من الذي قتله، فتوجه بني إسرائيل إلى سيدنا موسى ليسألوه عن هويته، فأوحى الله له أن يأمر بني إسرائيل بذبح بقرة لها عدة صفات معينة.

ثم يضربوا الميت بجزء من البقرة حتى يحيا بأمر الله تعالى، فيُشير على الشخص القاتل، وهذا مُلخص الآيات من 69 إلى آية 71، بجانب أن سورة البقرة تقول لأمة سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – أنهم مسؤولون عن هذه الأرض، وتعرض عليهم الأخطاء والمعاصي التي وقعت فيها باقي الأمم السابقة لكيلا يرتكبونها مرة أخرى، فلا يُصيبهم غضب الله وعذابه.

4- الربع الثامن من الجزء الأول من سورة البقرة

خلال الربع الثامن ذكر الله تعالى نموذجًا ناجحًا على الاستخلاف في الأرض، وهي قصة “سيدنا إبراهيم عليه السلام”، وتُعد آخر تجربة تم ذكرها في سورة البقرة، حيث إن الله تعالى قام باختبار سيدنا إبراهيم ببعض الكلمات، فلما أتمهم جعله الله أمامًا للناس.

بالإضافة إلى أنه في نهاية قصة سيدنا إبراهيم تم ذكر كافة الأنبياء، حيث إن جميع هؤلاء المذكورين في سورة البقرة الذين ينبغي أن تتبعهم الأمة الإسلامية، وتسلك الصراط الذين سلكوه.

سبب تسمية سورة البقرة بهذا الاسم

عقب الاطلاع على ملخص الجزء الأول من سورة البقرة بكافة التفاصيل، فمن الجدير بالذكر توضيح السبب الكامن وراء تسمية السورة بهذا الاسم، حيث إن هذا الأمر من ضمن إطار حديثنا، فالبقرة لم تكن من الحيوانات المألوفة في شبه الجزيرة العربية، سُميت بالبقرة نتيجة القصة التي حدثت مع بني إسرائيل.

حيث كان أحد الرجال الأغنياء من بني إسرائيل ولكنه لم يمتلك أولاد، فأقدم ابن أخيه على قتله وإلقاء جثته في قرية بعيدة عنه، فتم اتهام أهل القرية بقتله وحدث خلاف كبير بين القريتين؛ لذلك توجهوا إلى سيدنا موسى ليسألوه عن القاتل الحقيقي.

فأوحى الله تعالى لسيدنا موسى في الآية رقم 73 من سورة البقرة أن يقوم بني إسرائيل بذبح بقرة ذات مواصفات خاصة، ويضربوا بجزء منها القتيل، فيقوم الله بالأمر بأحيائه مرة أخرى لكي يخبرهم بالقاتل الحقيقي، وعن طريق هذا الأمر رغب الله تعالى أن يُثبت لبني إسرائيل قدرته على إحياء الموتى بجزء من ميت آخر.

لكن ظل بني إسرائيل على خطأهم وظلوا يجادلوا الله تعالى، ولم يتقبلوا أمر الله بل إنهم ظلوا يشككون فيه ويسخرون منه؛ لهذا من الضروري على المسلمين التعلم من أخطاء كل قوم سابق شك في قدرة الله تعالى، والحرص على عدم الوقوع بها وارتكباها مرة أخرى.

اقرأ أيضًا: ملخص الجزء الثالث من سورة البقرة

علاقة سورة البقرة بالسورة التي قبلها

بعد النظر إلى ملخص الجزء الأول من سورة البقرة بالتفصيل، فتجدر الإشارة إلى أن هناك علاقة بين سورة البقرة وسورة الفاتحة التي قبلها، حيث إن ترتيب سور القرآن في المصحف الشريف لم تأتِ عبثًا ودون معنى، بل إن لها معنى فكل سور القرآن ترتبط ببعضها بصورة متكاملة.

إذ إن سورة البقرة جاءت في الترتيب السورة الثانية بعد سورة الفاتحة، والتي ضمت آياتها طلب المسلم من ربه أن يهديه للصراط المستقيم، والذي يكون بمثابة طريق الأنبياء والمرسلين والصالحين.

فورد في نهاية سورة الفاتحة قوله تعالى:

(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) [الفاتحة: 7]

وجاءت الآية الأولى في سورة البقرة كتفصيل بعد إجمال.

فهي وضحت طريق الهداية ومعناه، وشروط الإيمان بالله حتى يتمكن المسلم من الوصول إلى هذا الطريق:

(ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) [البقرة: 2].

اقرأ أيضًا: المتشابهات في سورة البقرة

فوائد ودروس تُعلمها سورة البقرة

بعد إنهاء الحديث حول ملخص الجزء الأول من سورة البقرة بالتفصيل، فمن الجدير بالذكر أن هناك مجموعة من الدروس المُستفادة من سورة البقرة عن غيرها من باقي سور القرآن الكريم، إذ إنها تضم عدد كبير من الفوائد التي لا حصر لها، ونعرض بعضها في النقاط التالية:

  • تساهم في زيادة اليقين بالله تعالى المُعين، وهذا عن طريق أخذ العبرة من القصص القرآني الوارد في السورة.
  • العلم أن الإسلام لا يُحرم شيئًا إلا وهو يُثبت الضرر الناتج عنه، بجانب أنه يأتينا ببديل أصلح منه.
  • تُعد أول صفة للمتقين أنهم (يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) [البقرة: 3]، وآخر تعريف بهم هو: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ) [البقرة: 285].
  • وجود تجربة ناجحة للاستخلاف في الأرض، وأن قصة سيدنا إبراهيم خير نموذج صالح، حيث إنه نجح في تنفيذ المهمة وأدى الأمانة.
  • تحريف اليهود لما هو مدون في كُتبهم المقدسة، وهذا يمنعهم من أن يكونوا حكامًا عادلين منصفين بين المشركين والمسلمين.
  • معرفة أن الإيمان بالغيب هو الأساس الذي يرتكز عليه الدين، إذ إنه في حال استقرار الإيمان في قلوب عباد الله فسيطمئن العبد وتسكن نفسه، ويصدق ويؤمن بوعد ربه، ويخاف وعيده ويصبر على أقداره مهما كانت صعبة وقاسية.
  • لقد فضل الله تعالى الإنسان على سائر المخلوقات بالعلم، ويُعد أفضل علم هو العلم بما جاء عن المولى – عز وجل – من خلال الوحي.

تعتبر سورة البقرة من السور التي لها فضل كبير وعظيم بين باقي السور القرآنية، إذ إنها تضم مجموعة من القصص حول الاستخلاف في الأرض، ومنها الناجح ومنها الذي فشل ونال العقاب الذي استحقه عن ارتكاب الأخطاء والشرك بالله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى